sila - salon international du livre d'alger 2013
 
الرئيسية|للاتصال بنا|الطبعات السابقة

الصالون ضيف الشرف البرنامج روح البناف صور و فيديو صحافة SILA

فضاء العارضين فضاء العارضين


معرض الصحافة الزوار
معرض الصحافة معرض الصحافة
فيس بوك

التحقوا بنا على صفحة الفيس بوك
 


روح طبعة

كنوز من المعرفة والأفكار

يعبّر شعار أي تظاهرة، من خلال أسلوب اتصالها، عن جوهرها وروحها وعن الأفكار توجّه تحضيراتها ويسمح بتحديد شخصيتها.

من طبعة إلى أخرى، يسعى صالون الجزائر الدولي للكتاب، من خلال نشاطه الترويجي، إلى نشر رسائل إيجابية عن الكتاب والمطالعة وعن جميع الفوائد التي تجلبها للأفراد وللمجتمع على حد سواء. في السنة الماضية، وخاصة بالنسبة للشباب الذين يشاع أنّهم يقرؤون أقلّ ممّن هم أكبر سنّا ومولعون بتكنولوجيات لاتصال الجديدة، فقد اختارت الطبعة الواحدة والعشرين لصالون الكتاب كشعار لها: "الكتاب، اتصال كامل". تأكيدا على أهمية الدور الذي تؤديه هذه الوسيلة الثقافية الثمينة لربطنا بعالم المعرفة وشتى أنواع التعبير الفنية، بطريقة مختلفة ولكنها فعّالة وعميقة ودائمة.

هذا العام، تركّز النقاش الوطني بوجه خاص، سواء على مستوى المجتمع أو على مستوى المؤسسات، على الصعوبات الاقتصادية التي تعاني منه البلاد جراء انخفاض أسعار المحروقات. وفي ظل هذه الظروف، تم التأكيد من جديد على الحاجة الملّحة لتنويع موارد البلد.

فإذن، جاء اختيار عبارة "الكتاب كنز لا يفنى" كشعار للطبعة، تأكيدا على أنّه إذا كانت الموارد الطبيعية أو الجيولوجية غير أبدية، من حيث الكم والقيمة، فإن الكتاب يشكّل بالمقابل منجما لا ينضب ومصدرا حقيقيا للثروات. ذلك أن التاريخ مثل الأزمنة الحديثة يبيّن لنا بوضوح أنه لا يمكن بناء أي تنمية اقتصادية واجتماعية على نحو سليم دون معرفة وتحكّم متقن للعلوم والتكنولوجيا. لذلك نجد أن الكتاب في البلدان المتقدمة التي استحدثت تكنولوجيات الاتصال الجديدة وتسيّر شبكاتها، لم يفقد شيئا من حضوره وأهميته. وأن أرقى الجامعات في العالم، بما فها تلك المعروفة بتخصصها في العلوم والتكنولوجيا، تعطي مثل هذه الأولوية للكتاب وللمطالعة، وتحتضن مكتبات تضم ملايين الكتب التي يغرف منها المدرّسون والطلبة بشكل دؤوب.

تكشف مسيرة الكثير من العلماء الذين أحدثوا ثورة في المعرفة البشرية في الماضي، وكذلك مسيرة الباحثين المعاصرين الكبار الموجودين في طليعة الاكتشافات الحديثة، أنه لم يكونوا يكتفون بقراءة ما له صلة بتخصصاتهم، بل كانوا دائما منفتحين على كافة أنواع الكتب، ومن بينها الأدب. ويؤكد تاريخ كبار علماء الحضارة الإسلامية هذه الملاحظة بشكل مدهش. فعلماء الفلك والأطباء وعلماء الرياضيات والكيميائيين والبصريين وغيرهم، كانوا أيضا شعراء وأدباء، في تفاعل رائع بين العلم والأدب. فلا عجب من أن نجد أن ابن سينا كتب كتابه "القانون في الطب" بأسلوب شعري. وسار على نهجهم علماء ومبدعو النهضة الأوروبية.

لا يوجد نوع خاص بالكتب أهمّ أو أفيد من أنواع أخرى. فعلى اختلاف مجالاتها وأساليب كتابتها، فإنها تسعى جميعها للارتقاء بالأفراد والمجتمعات والأمم. يساعد الأدب بمختلف أجناسه (الرواية والقصة القصيرة والشعر والمسرح) على حمل القيم والتعبير عن العواطف. كما يعتبر نقطة انطلاق للخيال، سواء للكاتب أو للقارئ، وبفضله ظهرت جميع الاختراعات السابقة والحالية. لأن من دون الخيال، تكون المعرفة عاجزة. ومن دون الخيال، لا يستطيع الخبير الاقتصادي أن يستخدم المعلومات والمعطيات التي يتوفر عليها للتخطيط للطرق والسبل الكفيلة بتحقيق الازدهار أو الخروج من الأزمة. بالإضافة إلى ذلك، فإن المطالعة، أيّا كان موضوعها، تساعد على اكتساب القدرة، لاسيما في مرحلة الطفولة وليس إلا، على إتقان اللغات التي لا يمكن من غيرها تصوّر وجود اتصال فعّال. وهذا الإتقان لا غنى عنه فيما يخص جميع التخصصات والمهن في الحياة، بما فيها الأكثر نفعية. من السباكة إلى الطب، ومن صنع الملابس إلى الفيزياء النووية، يستحيل فعل أي شيء من دون كلمات، وبقدر ما نعرف من كلمات، بقدر ما نتحكم في توظيفها ويتحسن مستوى أدائنا.

فإذن، إن الحل لأي أزمة، مثله مثل أي مشروع تنموي، يمر بطريقة أو بأخرى بالكتاب ومحتوياته. ويمكننا الجزم بأنه أداة للتنمية المستدامة تقوم على المعرفة بالبيئة وكل العوامل (الاقتصادية والاجتماعية والثقافية...) وموارد الابتكار (المرتبطة مباشرة بالخيال) لإنتاج الحلول الملائمة والقابلة للتطبيق لا يفوتنا هنا أن نذكر الدراسات في العلوم الاجتماعية والإنسانية التي تساعد على التحكم الاقتصادي لأي دولة وحَكامتها، وتثير النقاش حول نماذج التنمية وتسيير المؤسسات والأقاليم. وبصفة عامة، ثبت علميا أن مؤشرات التنمية المرتفعة عادة ما تكون مصحوبة بالمداومة على المطالعة وتعميمها.

ختاما، إن القول بأن الخروج من الأزمة قد نجده بشكل ما عند مدخل المكتبات ليس ضربا من الخيال على الإطلاق.



 
Partenaire du SILA - Salon international du livre
جميع الحقوق محفوظة - صالون الجزائر الدولي للكتاب © Conception, Réalisation & Référencement
bsa Développement