sila - salon international du livre d'alger 2013
 
الرئيسية|للاتصال بنا|الطبعات السابقة

الصالون ضيف الشرف البرنامج روح البناف صور و فيديو صحافة SILA

فضاء العارضين فضاء العارضين


معرض الصحافة الزوار
معرض الصحافة معرض الصحافة
فيس بوك

التحقوا بنا على صفحة الفيس بوك
 


كلمة المحافظ

البقاء على الخط والمضي قدما

بقلم السيد حميتو مسعودي
محافظ صالون الجزائر الدولي للكتاب


خلال الطبعة العشرين، قبل عامين، والتي حققت نجاحا كبيرا، أجرينا تقييما شاملا لصالون الجزائر الدولي للكتاب، كشف لنا التطور المذهل للتظاهرة على مر السنين. كل المؤشرات تشهد على ذلك: كثافة الإقبال (مليون ونضف المليون زائر في السنوات الأخيرة)، مشاركة معتبرة (أكثر من 900 عارض في المتوسط)، تمثيل دولي جد مشرف (خمسون بلد تمثل القارات الأربع). بات من المفروغ منه أن سيلا أصبح أول معرض للكتاب في العالم العربي وأفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط. لكن كلّما أكدنا ذلك، حرصنا على التنويه بأن هذا الترتيب يراعي قبل كل شيء مستوى إقبال الجمهور ومشاركة العارضين. وهذا يعني أننا نعتمد أساسا في تقييمنا على مستوى الأداء الكمّي، وهذا أمر إيجابي لكنّه بالكاد غير كاف.

ومع ذلك، كانت هناك تحسينات نوعية. ولقد قطع التنظيم عدة مراحل هامة. منها أن توجيه الجمهور الذي كان خلقة ضعيفة عرف تقدما ملحوظا بفضل تركيب نظام توجيهي ملائم للأجنحة. كما خصص جناح للقراء الصغار، وهذا ما استحسنته العائلات الزائرة. وشهد جانب الاتصال والمتابعة الإعلامية تطورا محسوسا... وتجدر الإشارة أيضا إلى أن برامج التنشيط الثقافي أثريت كثيرا بالمواضيع المقررة وكذلك بنوعية المتدخلين، إلى درجة أن بعض الزوّار أعابوا علينا الإكثار منها مما يصعّب عليهم مهمة الاختيار. وبالمثل، جاء تكريس يوم دراسي للكتاب والمدرسة تلبية للحاجة الأساسية لإعداد قراء الغد، وهو الهدف الذي يتطلع سيلا للمساهمة فيه بفعالية، والذي أدرج منذ عام 2015 في مذكرة التفاهم الموقعة بين وزارتي الثقافة والتربية الوطنية.

ومثلما أشرنا إلى ذلك غداة الطبيعة العشرين، إذا كان علينا أن نستمر في الاعتناء بالجانب الكمّي وتطويره، يتعيّن علينا ضمان مزيد من النوعية في التنظيم، لإدراج سيلا ليس قثط ضمن المعارض الأكثر شعبية واستقطابا للجماهير وإنما أيضا ضمن المعارض الأحسن تنظيما. غير أن هذه الإرادة اصطدمت بحاجز الأزمة الاقتصادية التي فرضت تخفيضا لا مفر منه للميزانيات العمومية، ومن بينها الميزانية المخصصة للتظاهرة. وبموازاة ذلك، أصبح الرعاة التقليديون أكثر توخيا للحذر وشحّت مساهماتهم وتقلصت. أخيرا، نشير إلى أن حتى الإطار الذي يقام فيه الصالون، ونقصد به قصر المعارض، بدأ يكشف عن نقائص موضوعية من حيث مساحات العرض والمرافق المتنوعة، مثل شبكة الطرقات ومواقف السيارات والخدمات المتنوّعة...

لم تحد هذه العراقيل من الطموحات التي عبّرنا عنها في ختام الطبعة العشرين، وإنما أثّرت على وتيرة إنجازها. ومع ذلك، لم تحبط عزيمتنا، بل بالعكس زادتنا تحفيزا.

فإذن وعلى الرغم من الصعوبات المالية، أصرّ الصالون على الاستمرار في تطبيق مجانية الدخول التي تساعد المواطنين والمواطنات كثيرا على الاستفادة من القراءة والثقافة. إنه خيار صعب لكننّا متمسكون به أشد التمسك. وما يدلّ على ذلك، أننّا هذا العام مددنا من مدة المعرض بيوم واحد حرصا منّا على تلبية رغبات الناشرين وكذلك الزوّار، علما بأن بعضهم يقطع مسافات طويلة لحضور التظاهرة واقتناء الكتب من شتى الأنواع وفي جميع مجالات النشر.

لا يفوتنا في كل عام أن نعبّر عن عرفاننا لجمهور نعتبره أساس وسبب وجود صالون الجزائر الدولي للكتاب. فهو الذي يحوّل هذا الموعد السنوي إلى محطة هامة في حياة البلد وملتقى استثنائي للمجتمع الجزائري في تنوّع أجياله وأماكن إقامته وفئاته الاجتماعية والمهنية، والذي يميّزه حضور ملحوظ للمرأة كقارئة وكذلك ككاتبة أو كربّة بيت تأتي لاقتناء كتب لأبنائها. يساعد هذا التعطّش للمطالعة، سواء للمعرفة أو بحثا عن المتعة، على تلبية الرغبة في اللقاء والتبادل في أجواء هادئة تحتفي بابتكارات الفكر الجميلة، وفي نسج علاقات الصداقة ونشر روح البهجة في النفوس. خلال الطبعات السابقة، وجدنا أن جزائريا واحدا من أصل سبعة وثلاثين زار الصالون. فهذا الإقبال الذي يدهش ضيوفنا كل مرة يدحض كل عام الفكرة الشائعة أن الناس لم تعد تقرأ في الجزائر، بحكم الضعف الفعلي لشبكة توزيع الكتاب عبر الوطن والنقص في عدد المكتبات.

من أجل هؤلاء القراء والقارئات نسعى جاهدين لتحسين مستوى الصالون بشكل مستمر للارتقاء به إلى معايير دائما أفضل. قد يأخذ هذا المشروع وقتا طويلا، نظرا لحجم المعرض والإمكانيات المتاحة حاليا، وتماشيا مع التطور المتوقع لقطاع الكتاب والنشر ككل. كمعرض شعبي كبير، يرجى من صالون الجزائر الدولي للكتاب أن يصبح أكثر احترافية وملتقى للنقاش والتبادل والتعامل بين فعاليات سلسلة الكتاب، الوطنية منها والأجنبية. وينبغي أيضا أن ينفتح على التطورات التي يعرفها مجال النشر في العالم، وخاصة فيما يتعلق بالكتاب الرقمي الذي بدأ فعلا بالظهور في "سيلا" لكنه يستحق الدعم التطوير. وتتولى وزارة الثقافة الاهتمام بالموضوع بإعداد المرسوم التنفيذي المتعلق بالأشكال الإلكترونية للكتاب والمطلعة والمقرر صدوره في العام المقبل.

هذا العام، أكدّت مشاركة العارضين من جديد جاذبية صالون الجزائر في الأوساط المهنية. بتسجيل 952 جناح، تحتفظ المشاركة في المعرض بمستوى مستقر. وفي هذا السياق، فإن الزيادة في عدد العارضين الجزائريين في هذه الطبعة الثانية والعشرين تشكّل عاملا مشجعا لكونهم سيشغلون أكثر من نصف مساحة المعرض (59٪). ويمثل هذا النمو الملحوظ في ظروف صعبة من الناحية الاقتصادية مؤشر أمل، وقد تم من دون أن تفقد المشاركة الدولية من أهميتها أو تنوّعها. وبحضور خمسين دولة ممثلة في "سيلا"، تؤكد التظاهرة على طابعها الدولي وتقدّم للزوّار نافذة كبيرة على النشر العالمي بجميع أنواعه. ذلك أن العارضين الكثيرين الذين يأتون من القارات الأربع يشكلّون جسورا لا تعوّض لتحقيق مبدأ الانفتاح الثقافي الذي تسعى الجزائر إلى تعزيزه تحت قيادة رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، الذي يعد هو بنفسه قارئا كبيرا ورجل ثقافة.

نستضيف هذا العام بجنوب إفريقيا، البلد الذي تشركنا معه صداقة طويلة صهرتها النضالات التي عرفتها القارة. ويمكن للجزائريين والجزائريات اكتشاف الأدب والنشر في هذا البلد. كذلك إن مشاركة جنوب إفريقيا كضيف شرف للطبعة من شأنها أن تدعّم فضاء "روح البناف" الذي يعتبر أحد تقاليد الصالون منذ إنشائه عام 2009، وهي السنة التي أقيم فيها المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني في الجزائر. وقد تمت صياغة لبرنامج الثقافي بأكمله لتلبية مراكز اهتمام مختلف فئات القراء. وتجدر الإشارة إلى أن المنابر التي تقدّم للقارئين الكتّاب البارزين، ستخصص مكانة هامة للأعمال الأدبية المعاصرة في العالم العربي. كما سيولى اهتمام خاص بالمؤلفين الموهوبين من جميع أنحاء التراب الوطني، ولاسيما أولئك الذين يقيمون ويكتبون بعيدا عن العاصمة وغالبا ما لا يتوفرون على أي وسيلة للترويج عن إبداعاتهم. بالإضافة إلى ذلك، ستساهم الندوات المختلفة التي تتناول مواضيع مثيرة، أدبية وغيرها، في إثراء البرنامج، من بينها الندوة التي ستناقش موضوع "الإسلام والغرب، نظرات متقاطعة".

ولا يسعنا إلا أن نشكر هنا رعاة هذه الطبعة الذين حرصوا، بالرغم من الصعوبات الحالية، على دعم الصالون. كما ينبغي أن نشيد بالجهود التي تبذلها جميع فعاليات المعرض، من ناشرين ومؤلفين ومنشطّي البرنامج الثقافي ورجال ونساء الإعلام الذين ينشّطون هذه التظاهرة وينقلون أصداءها في ربوع الجزائر والعالم. ونخصّ بتحيتنا أيضا العمل الأساسي الذي تقوم به الجمارك الوطنية والمديرية العامة للأمن الوطني.

في مواجهة الأزمة التي نعيشها ونتقاسم عبأها مع جزء كبير من العالم، يحرص صالون الجزائر الدولي للكتاب، من خلال رمزية هذه الطبعة وشعارها "الكتاب كنز لا يفنى"، على التأكيد بأن الكتاب يشكّل أساسا لا غنى عنه للتنمية الاقتصادية والرقي البشري.

ولكم جميعا نقول مرحبا بكم في هذه الطبعة الثانية والعشرين!


 
Partenaire du SILA - Salon international du livre
جميع الحقوق محفوظة - صالون الجزائر الدولي للكتاب © Conception, Réalisation & Référencement
bsa Développement