لا بديل لنا عن التعايش
كيف ترى موقع الجزائر في خارطة حوار الحضارات؟
ليس غريبا على الجزائر أن تنظم ندوة من هذا النوع، ذات مستوى رفيع وفي مجال حوار الحضارات، الجزائر في مفترق طرق تلك الحضارات، وذات موقع مركزي في البحر الأبيض المتوسط، وتمثل فعلا أمة الوسط، أمة منفتحة على العالم ووفية لأصالتها، والتوازن بين الأصالة والتقدم. من أجل كل ما سبق نقول إن الجزائر نموذج يجب أن نجعله يسير من الحسن إلى الأحسن. واليوم في إطار العولمة نعيش تساؤلات كبيرة، ثقافية، فكرية، علمية، حول مصير الإنسانية، لن يكون هنالك مستقبل إن لم نحقق التوازن بين الأحادية والتعددية، وهذا شيء أساسي، والجزائر نموذج لأننا كجزائريين فخورون بأصالتنا وفي نفس الوقت متفتحون على العالم.
ماذا عن صورة الإسلام لدى الآخر؟
الإسلام غير مفهوم كما ينبغي له أن يكون، صورة الإسلام مزيفة، والآخر أي الغربي أو الأوروبي له أفكار مسبقة، ولكننا نحمل أيضا جزءً من المسؤولية، لذلك يجب أن نصحح أقوالنا وأفعالنا لنعطي الصورة الحقيقية المنيرة للإسلام الحقيقي العقلاني المبني على مبادئ إنسانية كونية كالمسؤولية، احترام الحق في الاختلاف، احترام الآخر، كل هذا دليل على أن هويتنا مركبة ومبنية على عدة عناصر، ودستورنا الجزائري يتحدث عن الإسلام والعروبة والأمازيغية مثلا، كما أننا أفارقة ومتوسطيين، ومن الغرب والشرق معا.. جزائريتنا جميلة جدا ويجب على الشباب أن يتعلم أكثر عن هذه الشخصية الغنية
أنت من ممثلي تيار حوار الحضارات، بالمقابل هنالك دعاة أطروحة صراع الحضارات، على غرار هنتنغتون، القريبون من مراكز صنع القرار في قوى عظمى، ما جعلهم يفرضون رؤيتهم على المنتظم الدولي.. ألا تعتقد بأن هذا أضرّ كثيرا بآفاق الحوار؟
يجب أن نغير ميزان القوى، فالطبيعة تأبى الفراغ، ولكي يكون صوتنا مسموعا، يجب أن ننتج أفكارا وثروات وثقافة جديدة طبقا للعصرنة. دعاية صدام الحضارات دعاية مغرضة، ولكنها للأسف سيطرت على كثير من الخطابات في الغرب، ولكن العقلاء والأغلبية الصامتة في الشعوب تعرف أن لا بديل للتعايش، ولكن التعايش في إطار احترام كرامة الآخر، وثقافتنا كجزائريين هي ثقافة الكرامة.
حاوره: أسامة محفوظ