|
المغارة الثانية لـ وسيلة سناني |
رواية ما بعد العشرية السوداء
صافحت الكاتبة وسيلة سناني قراءها بالصالون الدولي للكتاب، في جلسة بيع بالتوقيع لروايتها "المغارة الثانية"، الصادرة عن دار "فضاءات الأردنية"، وهو عمل تدور أحداثه حول الجماعات الإرهابية التي استفادت من العفو، واندمجت في المجتمع الجزائري، في مقاربة بين الحياة التي كان يعيشها جيل جديد ولد في الجبال بين كتائب الجماعات المسلحة، والتحاقهم بالمجتمع بعد قانون المصالحة.
"لا فرق بين العالمين"، هكذا اختارت سناني أن تعبّر عن عالمها المتخيّل الذي نسجته في روايتها الأولى، إذ تُحيل عبر شخصية عويشة الفتاة التي ولد في الجبال، وناصر الذي ولد في المدينة، إلى الحياة لا تختلف كثيرًا بين الفضائين، إذ تتقاطع نقاط الاختلاف في العنف المجتمعي ضد المرأة، ولذلك تقول الكاتبة، إن بطلة روايتها لم تجد صعوبة في التأقلم بعد عودتها إلى المجتمع بعد المصالحة التي استفادت منها الجماعات المسلّحة (الإرهابية)، وكانت عودتها بمثابة الانتقال من مغارة في الجبال إلى "مغارة" أخرى في المدينة، ولذلك جاء عنوان الرواية "المغارة الثانية" كإسقاط على هذه الأحداث على حدّ قولها.
ناصر شخصية عصبية تحاول أن تلمس هذا المجتمع، وعويشة فتاة ولدت نتيجة لحادثة اغتصاب والدتها من طرف الجماعات المسلحة، حيث تهرب والدتها رفقة ابنتها بعدما وصل إليهم خبر إصدار قانون المصالحة، لتجد أن المجتمع هو صورة مكبّرة عن المغارة التي ولدت فيها.
ترى الكاتبة وسيلة سناني، أستاذة بجامعة جيجل بقسم الأدب، أن الأكاديمي لا يوظّف آلته الناقدة على إبداعه، ولذلك فهي تضع ذاتها الناقدة جانبًا حين تكتب، مضيفة أن الإبداع حالة عابرة يمكن أن تعود أو لا تعود، هنا تقول الكاتبة "لا يهمّني أن أكتب مرّة أخرى". وتتطرّق في سياق آخر إلى بعض التجارب الجزائرية الهامة في الرواية، وتستشهد بـ إسماعيل يبرير، وهاجر قويدري، سعيد خطيبي، عبد العزيز غرمول، وعبد الوهاب منصور وغيرهم.
نصر الدين حديد
|
|