|
الكاتبة الإسبانية إيدورن بورتيلا |
القارئ المعاصر متعطش للأدب الواقعي
كشفت الإسبانية إيدورن بورتيلا، أنّ الرواية غير الخيالية، باتت مقصد القراء بالمكتبات في شتى أنحاء العالم، فالقاريء المعاصر يشعر بالتعب من أوهام الحياة، ومتعطش للأدب الواقعي.
وأوضحت أنّ الأدب الوثائقي يلقى في السنوات الأخيرة اهتماماً واسعاً ، لدى القراء وفي الأوساط الثقافية. ويتمثل ذلك في الأقبال المتزايد على الرواية الوثائقية أو غير الخيالية، والمذكرات الشخصية، وسير حياة المشاهير وبعض الأنواع الأخرى من الكتابة التي تدخل ضمن مفهوم اللاخيالية، مشيرة إلى أنه يمكن تفسير هذا التحول نحو أدب الحقيقة كون التقنيات الفنية للرواية التقليدية قد استهلكت وابتذلت، وهي عاجزة عن الوفاء بحاجة التعبير بالقوة المطلوبة والعمق المنشود عن الأحداث الدراماتيكية لعصرنا الراهن، ولا بد من البحث عن وسائل تعبيرية جديدة لتجسيد الواقع الجديد ، الذي يتغير أمام أنظارنا بوتيرة متسارعة .
وقارنت المتحدثة ذاتها، بين الرواية الخيالية، والرواية الفنية - الوثائقية ، حيث يتخفى المؤلف في النوع الأول وراء قناع الراوي العليم ويستخدم مجموعة من التقنيات الفنية التقليدية لنسج الأحداث ورسم الشخصيات الوهمية، وتصوير ما تقوم به من أعمال، والتحكم في لغة الحوار، وهي في مجملها تشغل مساحة واسعة في الفضاء السردي . أمّا مؤلف الرواية الفنية - الوثائقية فإنه لا يتدخل في سير الأحداث وكل شيء في الرواية واقعي وحقيقي وتقوم على ملاحظات المؤلف وتأملاته.
كما بينت أنّ التناقض الظاهري بين هذين النوعين من فن الرواية يزول إذا عرفنا أنّ العمل الأساسي للمؤلف في كلا النوعين هو انتقاء المواد وهيكلتها وصياغتها فنياً وجماليا. وإن كان ثمة اختلاف واضح في مدى استخدم عنصر الخيال . ولكن ليست هناك حدود فاصلة بينهما.
ميلود بن عمار
|
|