إفريقيا موحدة أنتروبولجيا منذ ألاف السنين
أعطى كل من الأستاذين فريد بن رمضان وإبراهيم عطوي دراسة مقتضبة حول أسماء الأعلام تتعلق بإفريقيا، فضاءاتها وأسماؤها، حيث أبرزا أهمية علم الطوبونيميا في تفكيك شفرات المعاني وأصول الأسماء ولاسيما في القارة السمراء التي تتجذر فيها الأسماء منذ ألاف السنين.
بعد أن أكد فريد بن رمضان أن كل مليمتر في الجزائر له اسم، أوضح أن اسم إفريقيا مشتق من كلمة "افر" حسب ما ورد عن عالم الاجتماع عبد الرحمان ابن خلدون، وتستعمل منذ أكثر من ألفين سنة، وتطلق على سكان قبيلة بني إفران، ومعناها المغارة، ونبه بن رمضان إلى أن في كل منطقة تحمل اسم "افر" أو اسم مشتق منه توجد مغارة بها ويعود تواجدها إلى سنين غابرة.
وأضاف بن رمضان أنه تم إطلاق كلمة افري على سكان القارة السمراء ثم ما لبث أن أصبح له معنى جغرافي وديموغرافي ثم تحدد مفهومه السياسي لاحقا، وأنه في منطقة المغرب الكبير يمسك الجد بزمام العائلة والقبيلة، أما في المشرق فالأمر يعود للأب، مشيرا إلى وجود وحدة أنتروبولجية تمتد جذورها إلى ألاف السنين، بدليل أسماء الأماكن الموجودة حتى الآن، والتي تعكس تماسكا تاريخيا قديما.
من جهته، أكد الخبير لدى الأمم المتحدة إبراهيم عطوي ، أن المحتل الفرنسي في الجزائر أعاد تسمية 400 اسم بحجج تضمن مصالحه وتدعم أطروحة الاحتلال وأنه منذ الاستقلال إلى اليوم لم يتم إطلاق أي اسم، وأن معظم الجديدة لم تمنح لها أسماء، وشدد على أهمية الحفاظ على هذا الإرث من خطر فقدان المعنى.
وأضاف المتحدث أن الجزائر بدأت اهتمامها بالطوبونيميا وعلم الأسماء عام 1998، وشدد على ضرورة كتابة لوحات الأماكن بالحرف اللاتيني وتكتب كما تنطق وذلك لتسهيل حفظ الأسماء على الجميع وحتى يجد الناس ضالتهم.
م.ج