"السبورة نوع من الخربشة أو إثبات الذات من خلال الكتابة"

ما هي نظرتك للسبورة وكيف كان تأثير المدرسة عليك؟

السبورة تستقبل تجارب وتمحي تجارب وتوازي بين الناس وتستقبل كل الناس بشكل ديموقراطي بعيدا عن كل الاختلافات بينهم، وهي نوع من الخربشة أو إثبات الذات من خلال الكتابة.

وأعتقد أن كل شيء متعلق بتجربتي انطلق من المدرسة من خلال التجارب الأربعة الكبرى التي كانت لي، حيث أن لكل تلميذ شغف بأستاذ أو أستاذة وأول درس حدث لي هذا مع أستاذتي في اللغة الفرنسية التي كانت على درجة عالية من الأناقة، وذلك من خلال الحديث ومن خلال المظهر والتعامل الأمومي مع التلاميذ، وثاني درس في الأصالة مع معلمي في اللغة العربية في مدينة تبسة، كان لديه طريقة لجعل المدرسة امتدادا للعالم الخارجي من خلال لباسه العادي، وطريقته في التعامل معنا وهذا أمر مهم أي لا تكون هناك قطيعة بين المدرسة والحياة الخارجية، ودرس آخر متعلق بالثنائية اللغوية من خلال أستاذ اللغة العربية الذي يضع بين يديك كتبا باللغة الفرنسية، وهناك شخص آخر ساهم في تكوين شخصيتي هو أستاذ اللغة العربية كذلك الذي كان دائما يتكلم عن التاريخ ويدفعني للقراءة عن فرحات عباس ونحو القراءة أكثر.

أنت من الكتاب القلائل في الجزائر الذين يكتبون الخيال العلمي، كيف كان لتأثير بيئتك وتكوينك على هذه التجربة؟

الخيال العلمي نمارسه كأطفال فقط لا ننتبه، فرقعة اللعب التي فيها متر مربع ونحن فيها سويا ونمارس اللعب بالكريات الصغيرة فنحن نعيش على فضاء كبير، فهذا التوسيع الكبير للفضاء هو نوع من ممارسة الخيال العلمي، أي الانتقال من فضاء إلى فضاء، فالسبورة مثلا هي درس جيد في التعامل مع الفضاء، فكيف تقدم درسا أو تكتب شيئا معينا في فضاء معين، فتطوير الفضاء هو نوع من الخيال العلمي، وعندما نكون نلعب ألعاب الصغار فعملية الجري هي نوع من ترتيب الحياة بشكل معين.

أما المدخل الكبير فهو عالم الرسوم المتحركة الذي يلعب دورا كبيرا في عالم الطفولة وهذا كله خيال علمي دون أن ننتبه، ولماذا الخيال العلمي تحديدا؟ لأنه دائما يطرح السؤال الأساسي ماذا لو؟ فأنت ماذا ستفعل في هذه الفرضية؟ تقوم بتوسيع الأنا إلى أنا آخرا، ففي كل مرة نعيش وضعية معينة وندرس تطوراتها، الواقعية هي نوع من الحلم فقط بقدر ما الخيال العلمي شيء نخشاه.

لماذا نجد الكاتب الجزائري بعيد عن المدرسة؟

هذا الأمر يحتاج إلى قرار سياسي، والكاتبة مايسة باي قالت بأننا من أجل دخول المدرسة نحتاج إلى سلسلة من التصريحات وكل هذه الإجراءات الإدارية تعطل هذا الدخول، بالتالي يجب أن تكون هناك إرادة سياسية معينة من أجل تسهيل هذه العملية وجعل المدرسة تسير نحو الحرية والتفكير.

حاوره فيصل شيباني