المرأة لا تقرأ كتب الطبخ فقط

تجاوزت المرأة الجزائرية، في اهتمامها بالكتب، حدود احتياجاتها المنزلية والعائلية، تجلى في معرض الجزائر الدولي للكتاب، حيث تجدها في كل الأجنحة على اختلاف الموضوعات والتخصصات، تبحث وتقتفي أثر الجديد، تسأل وتشارك في النشاطات الموزعة عبر أرجاء الصالون.

قد تُلام المرأة الجزائرية لأنها تزين مكتبتها من أجل وهج صالون بيتها فحسب، لكن الفتاة سعاد وهي طالبة جامعية التقيناها بالجناح المركزي لصالون الكتاب، أكدت العكس، وعلقت قائلة "هناك من تشتري الكتب لتقرأ، وهناك من تشتري وتترك".

أما إيمان طالبة في الهندسة تخصص إطار محقق ودراسة أسعار، تقول أنها جاءت للصالون لتجد فرصة اقتناء الكتب بأسعار مناسبة، والتنفس في الفضاء الذي تحتاجه، وأنها إلى جانب كتب اختصاصها، تهوى الشعر والرواية، وأعلنت حبها لأشعار الفلسطيني تميم البرغوثي لما يحمله من قيم القومية العربية والإسلامية، وجمالية أسلوبه في توعية الناس، وتابعت تقول، بخصوص الرواية، أنها تحمل من الرومانسية ما تحمل، وأردفت "أنا أبحث عن الكلمة المعبرة التي تغرس فينا أشياء جميلة تغير مزاجك".

وعن ارتباط كتب الطبخ بالمرأة ارتباطا منطقيا، علقت إيمان "أكيد أن كتب الطبخ هو جزء من اهتمام المرأة لتطور نفسها وتجد الأجوبة لأسئلتها الكثيرة، ولكن في الأساس كل شخص له رغبة محددة سواء في الشعر أو الاقتصاد أو السياسة وغيرها من المواضيع، رغم أن توجهي العلمي ينحصر في الهندسة هذا لا يعني أني أبحث عن كتب هذا التخصص". ابتسام وبحكم أنها طالبة في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، تؤكد أن ما يهمها هو الاطلاع على جديد هذا المجال، كما أنها تميل للشعر أكثر من أي نوع أدبي أخر إلى جانب كتب الفلسفة والتاريخ واللغة واللسانيات، فهي تساعدها في الكتابة الشعرية على اعتبار أنها موهوبة، واسترسلت تقول إن " الكتاب يبقى ثروة وأي كتاب نحمله ونقرأه حتما نستفيد منه ولو شيئا بسيطا". وعبرت سيدتين متقاعدين عن اهتمامهن بكتب التاريخ، والاطلاع على ذاكرة الجزائر، بحكم أنهن عاشوا تلك الحقبة، وشغفهم يحذو كل كتاب متصل بتلك الفترة ومعرفة تفاصيل أحداثها.

استطلاع: م.ج