مختار كركب .. مناضل إفريقي من أجل التحرر

كشفت ابنة الراحل مختار كركب، جازية، خلال شهادتها في الندوة المنظمة من طرف المؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار حول: " حركات التحرر وتصفية الاستعمار: مساهمة الجزائر "، عن إجرائها اتصالات مع دور نشر جزائرية لإصدار كتاب يتحدث عن مسار أبيها، أثناء وبعد ثورة التحرير الوطني. إضافة إلى تفكيرها في مشروع فيلم وثائقي يجسد بطولات ومهام والدها الذي وافته المنية سنة 2013.

أوضحت جازية كركب، أنّ أباها كان ضابطا في صفوف جيش التحرير الوطني، وانصبت اهتماماته بعد الاستقلال، على حركات التحرر الوطني الإفريقي، التي رافقتها الجزائر منذ اندلاع ثورة الفاتح نوفمبر سنة 1954. وكان الزعيم " نيلسون مانديلا " المناهض لنظام الأبارتايد العنصري واحدا ممن فتحت له مراكز التدريب الحدودية في وجدة، ثم مغنية بعد الخامس من جويلية سنة 1962، رفقة قادة أفارقة حملوا مشعل الثورة ضد المستعمر.

وأشارت المتحدثة ذاتها، أنّ والدها كان مناضلا من أجل الحرية وتقرير مصير الشعوب المستعمرة، ما أهّله للإشراف على مهام رسمية تمثلت في تقديم الخبرة العسكرية الميدانية في كثير من المدن والدول الإفريقية مثل دار السلام التنزانية، وأنغولا، زيادة إلى لواندا ومابوتو وبريتوريا وغيرها، حيث أشرف على إنشاء مراكز تجنيد وتدريب سنة 1963. والتقى بعدها بـ "شيغيفارا " أثناء زيارته للجزائر عام 1965، لينسق معه ويرافقه في تنفيذ عمليات عسكرية ببعض الدول الإفريقية، مدة عشرة أشهر. وإثر عودته إلى الوطن، تولى منصب مساعد قائد الناحية العسكرية الأولى التي ترأسها آنذاك "سعيد عبيد".

وفي سنة 1968، عين ممثلا عن منظمة الوحدة الإفريقية في أنغولا، ليشرف فيها على عمليات لوجستية سرية، لصالح حركات التحرر، وقابل الكثير من زعمائها. وفيها نجا من محاولتي اغتيال دبرتها ضده وكالات استخباراتية غربية مناهضة لاستقلال الشعوب الإفريقية. وأكدت جازية كركب، أنّ أباها الراحل، تمكّن من تعلم بعض اللهجات واللغات الإفريقية المحلية، أثناء تنقلاته و توليه عمليات شحن الأسلحة وتموين تلك المنظمات لمقاومة مستعمريها.

حكيم جبنون