"علينا أن نأخذ من التراث ما ينفعنا لاستشراف غدنا وبناء نهضتنا"

ما دور التراث والأصالة في الابحاث الاكاديمية؟

يعتبر التراث غنيمة للأمة تمتلكها عبر التراكمية الموجودة، والتاريخ الإسلامي الذي بدأ بـ"اقرأ باسم ربك" أعطى للعلم قيمة وثمن معنى الكتاب وكان المنزل بوابة السماء بالأرض إنما هو الكتاب القرآني المبين الذي جاء على لسان جبريل للنبي عليه الصلاة والسلام ثم بثت من خلاله العلوم ليصبح معتمدا في التراثية الى أن يرث الله الارض ومن عليها، ونحن في زخم الحضارة هذه تراكمت عندنا كثير من المراجع والمؤلفات والمخطوطات التي ملأت الدنيا وشغلت الناس عبر الحضارة التي كانت، ثم بعد ذلك وقع التقهقر بفعل المنحنى الذي كان ابن خلدون يعبر عنه بتداول الحضارات، وكان من الطبيعي أن يخفت ذلك البريق الذي كان موجودا.

نحن بحاجة الآن أن نعيد ذلك اللمعان بالتراث ونأخذ منه ما ينفعنا لاستشراف غدنا وبناء نهضتنا وتأسيس حضارتنا والعمل على ربط الماضي بالحاضر ونربط الحاضر بالمستقبل في استشرافية علمية وفكرية تحقق لنا تواصلا بين الأجيال وتربط ماضي الأمة بحاضرها ومستقبلها على أن يكون ذلك في إطار احترام التراث وربطه بالمبادئ والأفكار والطروحات والاكتشافات العلمية الجديدة التي تزيده متانة وقيمة ومصداقية وتدفعنا نحو الازدهار والرقي.


كيف نستثمر الموروث لتصحيح الرؤى وبلورة الحقائق؟

كل ما هو موجود في حضارتنا إنما هو موروث أخذناه عن قرائح من العلماء كانوا نوابغ زمانهم وأعطوا الانسانية والحضارة الاسلامية كثيرا مما أنتجوه من بنات أفكارهم وطوروا به حاضرهم، وهناك ما هو جديد بالنسبة لذلك الزمان ويمكن أن يكون صالحا لأزمنة تتردد وتتكرر على المدى، وكان من الطبيعي أن يكون هناك استثمار لتلك الطروحات والنظريات والرؤى التي نربطها بالتقنية الجديدة التي نستعملها من أجل تطوير رؤيتنا وفكرنا ونظرتنا إلى الحياة من واقع المستجدات التي نعيشها في حياتنا والتي تضغط علينا بالليل والنهار ونحن مضطرون أن نواكب الزمان ولكن لا يمكننا مثلا أن نفعل ذلك إلا بالتشبث بأصالتنا والاستشراف بغدنا في اطار استثمار العلوم الفكرية وحصائل الأفكار والآراء التي لا يمكن أبدا أن تكون ذات فائدة إلا اذا ربطناها بالواقع المعاش وأردنا منها أن تكون علاجا لكثير من الأسئلة الحائرة والمشاكل الطارئة والنوازل التي تطرأ علينا بين الحين والحين فنأخذ من الماضي والحاضر ما يكون سببا لنفتح لأبنائنا ما يجعلهم في حصانة وأمان من الضغوطات العقائدية والفكرية.


حاوره فيصل شيباني