|
الدكتور محمد شوقي الزين |
الفلسفة تعود إلى الواجهة وتحاول الإجابة عن الواقع
ما الفائدة من طرح سؤال "ما هي فائدة الفلسفة"؟
ربما لا توجد فائدة ولكن ليس الغرض أن نقول هل نستفيد من الأمور أو لا نستفيد، بل نواجهها ونجابهها، هي ربما مفاهيم تعوض نوعا ما سؤال الاستفادة، ولكننا قد نطرح هذا السؤال لأننا مدفوعون بالسؤال، بحكم أن الإنسان يتعجب ويندهش، فالأدوات التي يستعملها للإجابة عن تعجبه أو دهشته هي الأسئلة.
مساهمة الفلسفة موجودة في جلّ العلوم، ولكن ألم يؤدّ هذا الإسهام إلى تشتيت جهد الفلسفة العلمي وبالتالي ضياع ريادتها؟ ألم يكن تنازل الفلسفة عن جزء من كيانها المعرفي للعلوم الأخرى سببا وراء ظهور هذه الأخيرة في الريادة على حساب الفلسفة، على الأقل في نظر العموم؟
في الأصل انفصلت العلوم عن الفلسفة واستقلت بمنهجيات وأطر فكرية معرفية خاصة بها، ولكن الفلسفة عادت نوعا ما وطالبت بحقها في أن تستعيد خطابها الأصلي الذي انفصلت عنه العلوم الأخرى، وبالتالي نتكلم اليوم عن فلسفة العلم، فلسفة الأخلاق، فلسفة السياسة، فلسفة الدين، إلى غيرها، ما معناه أن الفلسفة عادت لتوجّه هذه العلوم التي انفصلت عنها، بمعنى أنها توفر لها من جديد الأدوات الاستفهامية وأدوات السؤال والتعجب (كيف؟ لماذا؟ بأي حكم؟ بأي قيمة؟ بأي معنى؟) وهي أسئلة جوهرية في كل المعارف ولكنها فلسفية في الأصل.. لذلك فإذا كانت العلوم قد انفصلت عن الفلسفة فهي تعود إليها اليوم لأن هذه العلوم مدفوعة بهذه الأسئلة الجوهرية.
تحاول الفلسفة أن تطرح التساؤلات الكبرى للإنسانية، ألا يجهل ذلك من دور الفلسفة محوريا بالنظر إلى الظروف الراهنة؟
هذا صحيح، خاصة وأن هناك سوء فهم كان موجودا بربط الفلسفة بأسئلة ميتافيزيقية تفوقها، كالتساؤل عن الله وعن الموت، ولكن هذا كان موجودا في الماضي، لذلك طرح الزملاء فكرة أن لكل زمان فلسفة خاصة به.. في الماضي كان التساؤل حول الله لأن الكنيسة كانت المهيمنة، ولكن اليوم توجد أسئلة مصيرية بالنسبة للبشر تطرحها الفلسفة، كالعنف والإرهاب والبيئة والتصحر.. وفي محاولة الفلسفة الإجابة عن هذه الأسئلة دليل على أنها ترتبط أكثر بمصير الإنسان وبالجوانب اليومية التي تمسّ الإنسان في العمق.
حاوره : أسامة محفوظ
|
|