البوسعاديّ الذي عاش في سلوفينيا وتحصّل على كتارا

يعتبر سعيد خطيبي كاتبا عبر من الصحافة إلي الرّواية بسلاسة كبيرة، ابن مدينة بوسعادة من مواليد ديسمبر 1984، أسمر يضع نظارتين نصف سميكتين، لا شئ يميّزه في هندامه ولا في شكله، سوى ابتسامته شبه المكتملة والمتردّدة عندما يلقي عليك السلام، متكتم لكنه يبهرك بأدائه على الأرض، يؤمن أن ما يصنع الإنسان هو أثره وليست خطبه العصماء.

علاقته مع الأدب علاقة وطيدة، تكاد تكون علاقة وجودية، عمل صحفيا في عناوين كثيرة آخرها يومية " الخبر"، قبل أن يسافر إلى فرنسا وبعدها إلى قطر ليستقر أخيرا في سلوفينيا.

لخطيبي رويتان الأولى، هي "كتاب الخطايا" ويلخصها خطيبي بالقول"قد جمعت يأسنا وخيبتنا، خيبة جيل القرن الواحد والعشرين، لسنا أبدا محظوظين بالتواجد في هذا العالم ، كل شيئ ضدنا حتى ذكاء الإنسان والتكنولوجيا لم تعد في صفنا، تمنيت لو عشت في مكان وزمان آخر، هكذا ليتنسنى أن أعيش غرائزي وآمالي على سليقتي"، كتاب الخطايا يردف سعيد "معجم ذنوبنا".

روايته الثانية هي "أربعون عاما في انتظار ايزابيل" رواية توّجت بجائزة كتارا القطرية في صنف الرواية المنشورة، بالنسبة لخطيبي فقد كان عليه لزاما العودة إلى بعض الفترات التي تركت أسئلة علقت في مشجاب ماضي الجزائر، تلك الأسئلة التي لم يجب عنها التاريخ الرسمي، ازابيل "القاورية " التي أحبت الجزائر ولم يرحمها الجزائريون.

لخطيبي رؤية معيّنة إلى الجوائز الأدبية، يقول "إن الرواية ليست هبة ولا لقبا ولا حتى سطرا ناصعا في صفحة "السيرة الذاتية"، الجائزة هي مسؤولية كبيرة تلقى على عاتق الكاتب، وسؤال كبير يحاصره ماذا بعد روايتك هذه؟".

لسعيد خطيبي قصة أيضا مع فنّ الراي، فحسب خطيبي هو فن عرف الآخر بجانب من شخصية الجزائري ، الراي هو قصّة مقاومة وتحدّي وكسر الطابوهات وتجريد لجماليات اللّغة للانغماس أكثر في أثرها ووقعها. خطيبي في بداية المشوار، مازال ثلاثينيا لم يركن ابداعه وشغفه في حظيرة النهاية والانجاز المظفر.

سميرة إراتني