sila - salon international du livre d'alger 2013
 
الرئيسية|للاتصال بنا|الطبعات السابقة

الصالون ضيف الشرف البرنامج روح البناف صور و فيديو صحافة SILA

فضاء العارضين فضاء العارضين


معرض الصحافة الزوار
معرض الصحافة معرض الصحافة
فيس بوك

التحقوا بنا على صفحة الفيس بوك
 


جمهور "سيلا" يستحضر ذكرى مصور بولنوار والطاهر جاووت

حينما يتزيّن الشِعر بألوان النضال

في جلسة للاستحضار والاستذكار، فتح كل من محمد شريف غبالو وعبد الكريم أوزغلة نافذة في جدار الزمن، ليعيدا حضور صالون الكتاب إلى أشعار مصور بولنوار وطاهر جاووت، بما تحمله من معاني النضال وهواجس المثقف الجزائري المبدع.

مصور بولنوار.. ثائر الكلمات
افتتح اللقاء، الذي احتضنته قاعة "السيلا" أمس، الباحث والصحفي والأستاذ الجامعي محمد شريف غبالو، بمداخلة حاول فيها الاقتراب من أعمال الشاعر مصور بولنوار، الذي أحبه معاصروه من كبار المبدعين على غرار كاتب ياسين وجان سيناك، وجهله جمع عريض من جمهور الشعر الجزائري.



ولد ابن مدينة سور الغزلان ذات 11 فيفري 1933، توقف عن الدراسة في سن السابعة عشرة لأسباب صحية، ولكنه لم يقطع علاقته بالكلمة. إبان ثورة التحرير، ناضل من أجل الحرية وأوقف وتمّ حبسه في 1956 وقبع في السجن إلى غاية 1957.

وهكذا، فقد تركت الثورة التحريرية الأثر العميق في نفسية مصور بولنوار، وروحه النضالية نحتت شخصيته الأدبية، ويضاف إلى ذلك تأثير وضعه الصحي، وكل هذه العوامل ظهرت في أعماله الشعرية.

نشر أشعاره في ديوان أول حمل عنوان "القوة المثلى"، وقد تأسف غبالو لعدم تمكنه من الحصول على نسخة من هذه المجموعة الشعرية. ومع ذلك، استطاع المحاضر أن يستقرئ بعض المعالم المساعدة على فهم خيارات الشاعر. مثلا، يقرأ المحاضر في شعر بولنوار مفردتي "الشمس" و"الليل"، وما لهما من دلالة على الحرية والانعتاق بالنسبة للأولى، وحلوك الاستعمار الغاشم بالنسبة للثانية.

رغم بقائه طيلة حياته في مدينته سور الغزلان، كان مصور بولنوار في تواصل دائم مع الناس، فقد عمل في مقهى، وشابه في ذلك تجربة مالك حداد، أو كاتب ياسين الذي غسل الأطباق قبل أن يصير أديبا يترجم في عديد اللغات. بعد ذاك، التحق بولنوار بالوظيف العمومي، وعمل في مجال المالية.

من خلال قراءته للدواوين الثلاثة التي نشرتها "داليمان" وهي "أبجدية الفضاء"، "تحت طائلة الإعدام" و"الحياة على سبيل العقوبة"، لاحظ المحاضر كيف أن الحرية صبغت كلمات الشاعر، فحينما يقول: "أمشي نحو الدرة.. أين العصفور يتحدث بلغة الإنسان"، يبدو من ذلك أن الدرة هي الجزائر، والعصفور رمز الحرية والانعتاق.

كما لاحظ بأن البناء الشعري في أعمال مصور بولنوار يتحرر من كل قوانين القافية، إذ اعتمد الشاعر الحرية الكاملة في الكتابة، وإن وجدنا تأثرا بالرباعيات في بعض أعماله. كما اعتمد الكتابة في شكل سلّم، مع عدم التقيد بشكل محدد، وأحيانا نجد كلمة واحدة في السطر، مع غياب للفواصل وعلامات الوقف.

وعلى الرغم من أن مدينة سور الغزلان أنجبت أعلاما على غرار قدور محمصاجي، وسيد أحمد سري، وجمال عمراني، وسيساني، والهاشمي قروابي، وموني براح، إلا أن بقاء مصور بولنوار في هذه المدينة لا يغادرها، وعدم لجوئه إلى المدن الكبرى بما توفره من إشهار وفرص للنشر والرواج، ربما يكون من بين العوامل التي حالت دون أن يشتهر اسم مصور بولنوار كشاعر عصامي عرفه خيرة مثقفي عصره.

الطاهر جاووت.. شاعرا

من جهته، اختار عبد الكريم أوزغلة مدخلا مختلفا يقدّم من خلاله الطاهر جاووت، الأشهر من نار على علم في مجال الإعلام والصحافة والكتابة، ما دفع أوزغلة إلى اختيار زاوية الشعر، والحديث عن جاووت شاعرا، وكاتبا عن الشعر. وقال أوزغلة إن الشعر بالنسبة للطاهر جاووت يمثل الحرية، فهو وجه من وجوه الوجود الحر بالنسبة له، وفي تجربته الكتابية أو الثقافية العامة، كتب الشعر وعن الشعر. وتحدث أوزغلة عن الديوان الأول لجاووت، "المدار المسيج بالأسلاك الشائكة"، الذي نشره في 1975 وعمره 21 سنة، ثم "الكلمات المهاجرة" أنطولوجيا شعرية 1984، ثم "السفينة القدرية" وأخيرا "ضغط الساعة الرملية". وأما الأنطولوجيا فقد أرادها جاووت تكملة لمجهود شعري سابق قام به جان سيناك وصدرت في 1971، وفيها تحدث جاووت عن حوالي 30 شاعرا نشروا ديوانا أو أكثر لم تتضمن أنطولوجيا سيناك أشعارهم. وفي أنطولوجيا جاووت نجد مختارات لعشرة شعراء منهم يوسف سبتي، رابح بلعمري، حميد ناصر خوجة، وطاهر جاووت نفسه.

ومن هذه القصائد التي اختارها جاووت لنفسه وقدّر أنها تمثل تمثيلا صادقا إلى حد بعيد تجربته الشعرية، قصيدة "القصيدة السبخية" (أو المنتمية إلى فضاء المستنقعات)، والتي يقول فيها (بترجمة عبد الكريم أوزغلة):

"الشاعر المسافر.. فكّاك ألغاز المدارات.. حمى المستنقعات تقضم جمجمته.. جسده حقل مغلق حيث

تطلق نقيعها المبردات.. أوهٍ.. والشمس التي تأكل نسغ الخيل.. والرمل الذي يرسل تحت الريح.. مأساته المدمّرة.. إن المسافر.. القادم من الأقاصي البعيدة.. كان يحدث الرحّل.. عن شبابه.. عن ريمبو.. وعن العصافير.. كانت المنبسطات.. تتداعى في رأسه.. والذباب كان يخز وجهه.. كان يفكر بشاب كتوم يحفظ السرّ.. لا يفضي للعالم.. لا بدموعه ولا بكنوزه.. ولا بحركاته ولا بجراحاته.. ولكنه يدع كل شيء يهلك في جسده.. هذا الكائن.. لا أحد يدري.. بأنه كان يريد إخصاب الصحراء".

كما استشهد أوزغلة بقصيدة أخرى ترجمها إلى العربية، هي قصيدة "أمل":
"أيها الواصلون بين طبقات السحاب
أيها الشعراء...
وهيكل الصفاءات المشيّدة بفقراتكم
هل سيثمر في النهاية الخبزَ الذي نجدّ في سبيله؟
إنني لأسمع هدير الأنهار يصّاعد منكم
ويفجّر في نهد هيكلم المعاند
نبع رفض تشييد سُرادق الصمت".
ولم يخلُ النقاش الذي أعقب المداخلتين من التأكيد على أهمية الانتقال بين مختلف اللغات، التي كتب بها الإبداع الجزائري، تكريسا للتنوع الثقافي الذي تزخر به الجزائر.

أسامة محفوظ



 
Partenaire du SILA - Salon international du livre
جميع الحقوق محفوظة - صالون الجزائر الدولي للكتاب © Conception, Réalisation & Référencement
bsa Développement